نوافد بشار الكشفية

ا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نوافد بشار الكشفية

ا

نوافد بشار الكشفية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
نوافد بشار الكشفية

أخباركشفية...نشاطات شبانية ...احتفالات متنوعة

الكشافة الاسلامية الجزائرية ****** المحافظة الولائية بشار ****** لجنة الحفلات ****** الفرقة النحاسية

    الأسرة السعيدة ودورها في المجتمعات

    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 48
    تاريخ التسجيل : 06/04/2009
    العمر : 51

    الأسرة السعيدة ودورها في المجتمعات Empty الأسرة السعيدة ودورها في المجتمعات

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء 12 مايو - 4:40

    من اعداد الأخ:محمد الأمين عبد الطيف

    الأسرة السعيدة، مطلب ملح في جميع العالم من مشرقه إلى مغربه من عرب وعجم ومسلمين ومسيحيين ويهود وحتى في الأمم الوثنية والشيوعية. إذ أن في هذه الأمم، وبالرغم من اختلافهم في الديانات وفي الألوان واللغات والمعتقدات والعادات والتقاليد والطبيعة الجغرافية المتغيرة من مكان إلى آخر، والتي تلقي بظلالها على ساكنيها. فإن ( الأسرة ) هي ركيزة هذه الأمم والشعوب التي ترتكز عليها.
    وبما أن هذه الأسرة هي الركيزة التي ترتكز عليها الشعوب والأمم، فلابد أن يتم تأسيسها تأسيساً سليماً. وأن تكون متناغمة ومنسجمة وتعيش في حياة سعيدة مليئة بالحب والحنان والعطف والاحترام المتبادل لكي تستطيع هذه الأسرة أن تصدر إلى الأمة فرداً من أفرادها صالحاً يساعد في بناء وتطوير تلك الأمة.
    وهذه الأسرة تبدأ بنموذج أسرة صغيرة، متمثلة في: في ارتباط رجل بامرأة، ولكن لا يطلق عليهما اسم أسرة بالمعنى الصحيح، إذ في الحقيقة أقـرب أن يطـلـق عـلـيـها اسم ( زوجان ) ( قرينان ) الخ. إذ أن الأسرة بمفهومها الصحيح تتمثل في ركيزتين أساسيتين هما الزوجين ثم تتشكل بعد ذلك أجزاء الأسرة بالأطفال الذين تلدهم تلك المرأة من ذلك الرجل.
    هؤلاء الأطفال الذين أبصروا الدنيا في حضن أبويهم يتأثرون بما يشاهدون ويسمعون في بيت الأسرة، بصفة مباشر وخاصة في السنوات الأولى من النمو. فلو كان هناك عدم تفاهم بين أبويهم ومناقشات حادة وجدال دائم، يدور بينهما بحيث يصبح معتاداً وفي كل يوم، أو احتقار بعضهما للآخر أو نظرة أحدهما إلى الآخر نظرة ازدراء أو يتلفظ عليه بألفاظ غليظة أو جارحة. أو يتصرف بعضهما بعض التصرفات قد تصل في بعض الأحيان إلى ضرب الرجل لزوجته أو إهانته لها بشكل مباشر، ويمكن أن يحدث العكس في بعض المجتمعات أو في مجتمعاتنا العربية إذا كان هناك نقص في تركيب شخصية الزوج أو نقص مادي يقابله تفوق لدى الزوجة في هذا النقص.
    فمما لا شك فيه أن الطفل سينمو ويكبر وترسخ هذه التصرفات والألفاظ وعدم الانسجام الذي يراه بين أبويه، في عقليته الصغيرة، ثم تنمو معها بقدر نمو عقليته. ومما لا شك فيه أيضاً أن مجمل هذه الأمور ستؤثر عليه سلبياً لا إيجابياً، فستؤثر عليه في دراسته وفي بيت أسرته ومع أصدقائه وسيزاد الطين بلة إذا أراد أن يؤسس أسرة مستقلة عن أسرة أبويه فلا شك أن تعاملات أبويه مع بعضهما البعض ستكون هي القدوة المثلى بغض النظر إن كانت سلبية أو إيجابية، وسيسعى جاهداً ليطبقها بحذافيرها.
    وكما أن الأسرة هي ركيزة المجتمع فإن كل من الوالدين ركيزةً للأسرة وقدوة لأبنائه، فعليه مراعاة ذلك وأن يتقي الله فـي أبنائه، فـالرسول الكـريم عـليه الصـلاة والسـلام قال: (( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )). وأن يزرع الحب والوئام والاحترام في نفوس أبنائه وأن يريهم من واقع حياته اليومية نموذجاً يعبر عن معنى السعادة الزوجية التي بدورها تكون سعادة الأسرة، فمتى كان الأبوين على اتفاق ووئام فإن الأسرة كذلك تعيش في حب ووئام، ومتى كان الأبوين يشوب علاقتهما توتر ونفور وعدم استقرار فإن ذلك ينعكس على باقي أفراد الأسرة والذين يعتبرون نواة المستقبل وشبابه وركائزه التي يرتكز عليها.
    ولو عدنا إلى الوراء قليلا لنستعرض بعض مسببات هذه الخلافات والمناقشات الحادة التي تدور بين الزوجين فسنجد أن معظم مسبباتها هو: إما أن يكون الزوج قد أخطأ في اختيار الزوجة الصالحة المناسبة له، وإما أن الزوج قد اختار الزوجة الصالحة، التقية النقية الطاهرة بنت الأصل والنسب. واستمرت علاقتهم الزوجية بعض الوقت في حب ووئام. ثم شاب هذه العلاقة بعض الفتور والانزواء.
    فإن السبب يكون في ذلك غالباً هو أن أحد الزوجين تغير عن الحالة التي كان عليها. إما بانشغاله في خضم الحياة اليومية، أو فتور في العواطف اتجاه الطرف الآخر ومن ثم يقوم بالبحث عن سلبياته، حتى تكون دافعاً لتوتر العلاقة بينهما، وعدم غفران الأخطاء البسيطة التي تحدث من الطرف الآخر مهما تضائل حجمها، والزج بها في كل نقاش يدور بينهما. أو بسبب الغيرة، لأنه يحبه حباً لا حدود له، فتصبح هذه الغيرة بداية المشاكل التي لا نهاية لها، ويبدأ يشك في كـل صــغيرة وكبيرة. بل قد ( يجعل من الحبة قبة ) كما يقول المثل. فتراه يراقب حركاته وسكونه وخروجه من المنزل وأوقات عودته، متوهماً بذلك أن هذا الإجراء هو الإجراء السليم.
    ثم يهمل هذه المتغيرات التي يراها طرأت على قرينه ولا يناقشها معه في جو يملؤه الحب والوئام ويناقشان ما استجد في علاقتهما من فتور، ويبحثان عن الأسباب، ليجدوا لها الحلول المناسبة، قبل أن تستفحل ويصبح هناك حائط من الشك وعدم الثقة والتفاهم يحيل بينهما، ثم يصبح النفور والتوتر والمناقشات الحادة صفة تجمعهما وتكون كارثة قد تنهي علاقتهما إلى الأبد ويكون الضحية بعد ذلك أطفالهم الذين سيجدون أنفسهم محرومين من حنان والدهم أو والدتهم بسبب انفصالهما، مما ينعكس سلبياً على سيكولوجياتهم.
    فلو أردنا أن نكوَّن أسرة سعيدة تمد المجتمع بأفراد فاعلين وتكون أسرة نموذجية يحتدا بها بين الأسر، فيجب أن لا نهمل الأحداث الصغيرة التي تطرأ على الأسرة ونناقشها بروح ودية ونستخلص لها الحلول المناسبة لأن الأحداث الصغيرة تكبر وتمنوا مع مرور الوقت، ثم تكون إعصاراً يعصف بمن يقف أمامه أو يحاول مواجهته.
    فيجب على الرجل والمرأة على حد السواء أن يشارك كل منهما الآخر في تفكيره وأن يتجنبا التفكير الأحادي، وأن تكون المرأة على علم بجميع خلفيات ومشاكل وضغوط عمل زوجها، لتلتمس له العذر إذا عاد إلى المنزل عكر المزاج بسبب المشاكل والمضايقات والضغوط التي واجهها في العمل، وهذا ينطبق على المرأة إذا كانت تعمل.
    والزوج يجب كذلك أن يكون على علم تام بما يحدث في المنزل أثناء غيابه ومشاكل الأطفال التي تحدث غالبا،ً والتي قد لا تقوى عليها المرأة وتسبب لها بعض التوتر والانفعال، حتى إذا دخل الزوج صادفه منها بعض الجـفاء أو الغـلظة في التعامل، من جراء تلك العوامل، التي تخرجها عن طورها لقلة حيلتها وضعف بنيتها العصبية والجسمانية.
    أما إذا انطوى كل من الزوجين عن الآخر واستكفى بنفسه في التفكير وبدرت منه للامبالاة بالطرف الثاني، كأن لا يستمع إلى حديثه وهمومه وأشجانه، والمشاكل الاجتماعية التي غالباً ما تكون السبب في الخلافات الكثيرة التي تكر صفو كل من الزوجين. فإن النهاية تكون إما أن تنقلب حياة هذه الأسرة إلى جحيم لا يطاق وتعاسة دائمة، أو تكون بالانفصال.
    ومن أهم ما يقوم به الوالدان اتجاه أبنائهم هو تقوية صلة الأطفال بربهم ودينهم وعقيدتهم وأسرتهم وأن يشعرهم دائماً أن هناك ( رب ) هو خالق السماوات والأرض والكائنات، وجميع الكون في قبضته يصرفه حيث يشاء سبحانه وتعالى. وأنه سيجازي من أحسن ويعاقب من أساء وأن هناك جنة ونار ويصف لهم الجنة وهم في السنوات الأولى من أعمارهم بما يجعلهم يتوقون للوصول إليها، بأمثلة بسيطة تكون سهلة الفهم على عقولهم الصغيرة، حتى تكون الجنة هدفهم المنشود مما سيطهر نفوسهم ويزكيها كلما تقدم بهم السن.
    والهدف من ذلك أن تمدّ الأسرة السعيدة المجتمع برجال ونساء عقولهم نيرة ولديهم من الجرأة والشجاعة والخبرة والتمرس في أمور الحياة ما يجعلهم أعضاءً فاعلين في المجتمع، مما يعود على الأمة بالتقدم والرقي.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 29 أبريل - 15:17